الأربعاء، 6 مايو 2015

وجهين

تختلف انعكاسات أشعة الشمس على بساط المياه كأنها الدر المنثور ، تداعب آذانك أصوات ارتطام الموج بالصخر،  تبتعد بعينيك عن المياه قليلاً لتصطدم - بحنان - بذلك الخط الساحر الفاصل بين الأرض و السماء ذلك الأفق البعيد ولا أبعد منه، فلا يقطعه إلا بعض الأشرعة البيضاء تدفعها الرياح كيفما شاءت  ، تنشد طيور النورس أغاريد الحب والتسبيح محلقةً فوق ذلك الأزرق الخلاب وفجأة تهوي إلى الأسفل وكأنها صيدت من محترف فسقطت ميتة، في الحقيقة هي تسعى على رزقها متوكلةً على ربها حق التوكل وسرعان ما تلج الماء فتخرج وقد غرست مخالبها في واحدة من الأسماك سابحة وسط سرب من أبناء جنسها ولم تعلم أنها قريباً ستطير  وسط سرب ليس من أبناء جنسها، ترى تلك الموجة في منتصف البحر التي تسابق نفسها ثم لا تلبث أن تتلاشى ويختفي أثرها، وتري أيضا تلكم الموجات التي تسابق بعضها بعضاً تدفع الأخيرة منها ما أمامها حتى تصطدم أولاها بالصخر فتتبعها أخواتها ليعود ذلك الصوت يداعب أذنك، تدمع عيناك عفواً ليس بكاءً ولا فرحةً بل لالتقاء الهواء البارد مع صفحة عينيك التي ترفض أنت إغلاقها وقد كانت وصلة بين روحين ؛ روح من الله أمامك متجسدة خلقه،  وروح بداخلك ، يقف القمر على استحياء من وجود الشمس باهت اللون مختبئا خلف سحابة أبيض من القطن ،كأنه رقيب على ما تحته. 
ذلك الجمال الإلهي الذي تهتز له جنبات قلبك طرباً, ويستحم فيه وجدانك طُهراً , وترد أمامه روحك إلى جسدك بعد غياب دام طويلاً ، تنجلي أمامك دلائل عظمة الخالق وتنبري في عقلك كل دوافع الإنكار الجاحدة. 
تأخذ نفسا عميقا من عبق ذلك النسيم الذي يملأ وجدانك نشوةً ثم تستدير ..... فتدمع عيناك!!! 
هذه المرة ليس لتلامسها بالهواء بل لمعاينتها للجانب المظلم من الكون ،  لمعاينتها للتبرج والسفور، لمعاينتها للإيذاء وسفك الدم الحرام، لمعاينتها لذلك الحطام الملقى على الأرض المسمى ب( الشحاذ ) وتمر من أمامه سيارة لم يحلم طول عمره بسعر إطار من إطاراتها، دمعت لمعاينة اختها للسباب والقذف، لمعاينة اختها للمعازف الصاخبة الملوثة، لمعاينة اختها الأخرى لرائحة الدخان الخانق. عاينت ظلمة الذنوب والآثام، عاينت سواد الكفر على الوجوه. 
نعم دمعت وحق لها أن تدمع ؛ كيف لا وقد تبينت حقارة الانسان أمامها مقارنةً بما رأته من فضاء فسيح وبحر عميق وشمس حارقة وسحاب سابح وموج عات ووو 
ثم التمادي والجحود والتطاول لا يأتي إلا منه، ذلك الظلوم الجهول . 
" إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً  "

24 \ 3 \ 2015

الثلاثاء، 24 مارس 2015

الله أكبر من داعش

تعالت صيحات التكبير على ألسنة التكفير ممدودة إلى السماء ومقطوعة القبول من رب السماء. لم تجف أيديهم بعد من دماء معصومي الدم حتى يباركوا ويهنؤوا انتصار الإسلام المزعوم.  ينفجر الدم من أفواه المقتولين ممزوجا ب( صيحات التكبير).  لم تكن كتلك التي خرجت من أفواه الجبابرة باهتة وأنى لهم أن يعقلوها, هذه المرة خرجت من قوس المظلومين كسهام اخترقت حواجز السماء لتصل للكبير . تداخلت الصيحات من الفريقين مع آهات الألم لتصنع أبشع نغم عرفه التاريخ.  
الله أكبر من داعش وأمثالها .

سطوة القرآن

ظل يصارع مقلتيه ويكابد جفنيه ليمنع تلك العبرات من الانفجار.  للأسف لم يدم الصراع طويلاً حتى انهارت جفونه أمام ذلك السيل العرم فجرت دموعه على وجنتيه المحمرتين كالدم. رآه من حوله فارتجف قلبه بعنف جراء نظر الناس له. ليس لكي لا يظهر في صورة ضعف أمامهم ولا لأن فلان يريد أن يسخر منه. لا لا!! فقط يريد ألا يرى دمعته هذه إلا ربه جل وعلا. تقاطرت الدمعات تباعاً على هذا الورق المقدس المضاء بكلام الله. 
الغريب أنه مذ فتح المصحف ولم تتحرك شفتاه بكلمة !!!